شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
41610 مشاهدة
مما يدل على سخافة عقول وضعف تفكير النصارى

[س 39]: نرى في البلدان التي تدين بالنصرانية صلبانا عليها شخص مصلوب مجرد من الملابس، باستثناء العورة المغلظة، ويقصدون بذلك المصلوب عيسى -عليه السلام- فكيف يكون عيسى ابن الله كما يزعمون ومصورا بتلك الصور المخلة بالأدب والاحترام؟ فهل من تعليق أو إضافة، سدد الله خطاكم؟
الجواب: إنه لدليل سخافة العقول، وضعف التفكير، فإن أدنى نظر في هذه الحالة يدل على الخطأ الواضح البعيد عن الصواب، فإن الله تعالى ولي المؤمنين وناصرهم، وقد نصر عبده ورسوله عيسى -عليه السلام- ورفعه من بين أيدي أعدائه ونجاه من كيدهم وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ولكن النصارى الذين غلوا فيه وأطروه ورفعوه عن العبودية لربه، وهي أشرف مقامات الإنسان، ثم مع ذلك تنقصوه وتنقصوا ربه -عز وجل- الذي اعتقدوه والده، فإن إهانته وصلبه وخلع ملابسه ونصبه على هذه الخشبة دليل عجزه وضعفه عن مقاومة اليهود، بل وعجز والده الذي هو رب العالمين الذي بيده الملك، وله الخلق والأمر، وهو المتصرف في الوجود كما يريد، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. فيقال للنصارى: لقد أهنتم ربكم واستضعفتموه، حيث صلب ابنه وعري وأوثق مهينا ضعيفا لم ينصره أبوه بزعمكم، فمثله لا يصلح أن يكون ربا وخالقا، تعالى وتقدس عما يقوله الكافرون والظالمون علوا كبيرا) .